يبدو ان الاهمال والتسيب لا حدود له فقد شهد أحد مستشفيات بريطانيا حادثة
علي غرار التي نسمع عنها من حين لآخر في مستشفياتنا من أخطاء الأطباء
والتي يدفع في النهاية المريض ثمنها.ولكن الغريب في هذه الحادثة ان فتاة
بريطانية في الخامسة والعشرين من عمرها علي الرغم من مرضها إلا انها
التقطت بتليفونها المحمول صوراً لحالتها الصحية المتدهورة. لتكون دليل
إدانة ضد الأطباء الذين احتاروا في التعامل معها حتي فقدت حياتها.
وفي تفاصيل الحادث تقول صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية ان طبيب
عائلة الفتاة وتدعي "جو داولينج" اشتبه في اصابتها بداء "الالتهاب
السحائي" بعد اصابتها بهبوط في الضغط الدموي وظهور الطفح الجلدي علي جسدها
في نوفمبر الماضي.وتم بعد ذلك نقلها إلي مستشفي "ميلتون كينيس" في مدينة
باكنجهام شاير جنوب بريطانيا. وأوصي أحد الأطباء بأخذ رأي مختص في علم
الأحياء الدقيقة بشأن أفضل اللقاحات التي يمكن استخدامها لمكافحة هذا
المرض.ولكن الطبيب الآخر رفض التشخيص وأعتقد انها مجرد عدوي بسيطة بسبب
اصابتها بمرض التليف الكيسي الناتج عن فشل الغدد في تأدية وظيفتها
الطبيعية.ووضعت داولينج في جناح تحت الملاحظة وتم اعطاؤها أقراصاً للصداع
وسوائل ولكن الأطباء تجاهلوا الطفح الجلدي علي ذراعيها. وهو العرض الذي
تسبب في وفاتها. كما أوقف الأطباء تناولها للمضادات الحيوية وقاموا
بإعطائها مسكنات بدلا من ذلك.
وبينما كانت حالتها تزداد سوءاً قامت داولينج بالتقاط صور الطفح
الجلدي من تليفونها المحمول وأرسلتها إلي والدتها وأقرب صديقاتها. كما
أرسلت داولينج 42 رسالة نصية تصف فيها مرضها والأعراض التي أصيبت بها.
وأعلن وفاة داولينج بعد 14 ساعة من نقلها إلي المستشفي..وكشفت التحقيقات
في الحادث ان المستشفي بأكمله كان فيه طبيبان فقط في الليلة التي توفيت
فيها داولينج. وانتقد الطبيب الشرعي أطباء المستشفي لفشلهم في معرفة
اصابتها بصدمة التسمم الدموي. وقال إن جرعة بسيطة من البنسلين ربما كنت
تنقذ حياتها بينما اتهمت أسرة داولينج الأطباء والممرضات بالاهمال.